وجدت نموذجاً جميلاً في الهند.

يفوق الفقر والبطالة هناك ما يعانيه الشباب العربي، لكنهم يختلفون عنا في حرصهم على تطوير النفس وعدم الرضا بالحال، واستغلال المتاح. وهم من أوائل الشباب الذين طوروا في مشاريع المصادر المفتوحة بشكل عام وقاموا بالاستفادة مادياً وتقنياً.

نسعى من خلال مجتمع أودو العربي ومشاريعه إلى الاستفادة من هذه التجربة ونقلها الى الشباب العربي، مع الحرص على جودة العمل والإنتاج وتفادي الفوضوية، فنحن نحاول جاهدين أن يكون الطرح دقيقاً وصحيحاً وواضحاً بحيث يتمكن المتلقي من الاستيعاب والفهم الصحيح، لا الحفظ والتقيُّد بما يتلقاه، ومن ثمّ يمكنه البناء على هذه المعرفة الأولية ليساهم في الإنتاج والعطاء.

البدايات صعبة وتستنفذ الكثير من الجهد. إدراكاً منا لذلك، فإننا نسعى في هذه المرحلة إلى ضمان استمرارية الإنتاج والعطاء والمثابرة عليهما، وإن كان القدر محدوداً. في هذه الأثناء، فإننا نأمل أن تستحث جهودنا المتواضعة مشاركة وانضمام أعضاء جدد إلى المجتمع عن طريق المشاركة الفاعلة في مشاريع المجتمع وحواراته، واقتراح أنشطة أو مشاريع جديدة تسهم في اجتذاب ومساهمة المزيد من الأعضاء.

في المقابل، فإن سوق أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) في العالم العربي مفتوح على مصراعيه، وذلك لسببين رئيسين. أولاً، بسبب الأسعار الباهظة للأنظمة الكبيرة الاحتكارية المتاحة حالياً في السوق العربي، كتلك التي تقدمها Oracle و SAP و Microsoft، والتي تشترك في إلزامها العميل بالاستمرار في استخدامها وتحمل تكاليفها خشية فقدان ما تراكم فيها من بيانات. وثانياً بسبب ازدياد وعي المؤسسات في العالم العربي بأهمية هذه الأنظمة وتقديرهم لما تقدمه من خدمات ومعلومات.

إذن فإن استثمارك لوقتك وجهدك في تعلم استخدام وتشغيل نظام أودو، إضافة إلى كونه لا يكلفك شيئاً مادياً، فإنه يتيح لك فرصة دخول هذا السوق المعروف بجدواه المادية والمنافسة فيه بقوة باستخدام منتج قوي. كما أن تكلفة استخدام نظام أودو المتمثلة في وقتك وجهدك، كونه نظاماً مفتوح المصدر، تتيح لك المنافسة بأسعار مغرية تمكنك من بناء اسمك في السوق. أضف إلى ذلك أن طبيعة النظام مفتوح المصدر تتيح لك المساهمة في تحسينه وتطويره وإصلاح أعطاله مباشرة، وهو أمر ستدرك قيمته بمرور الوقت وتزايد خبرتك في النظام عبر استخدامه. حينها، ستقدر أنت وعملاؤك قيمة كون مصدر النظام متاحاً للدراسة والتعديل والإضافة.